أثارت إعادة نشر صحف دانماركية أمس الأربعاء واحدًا من 12 رسمًا مسيئًا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غضبًا شديدًا في أنحاء العالم الإسلامي، ووصفت الجالية الإسلامية بالدانمارك قرار إعادة النشر بـ"الغبي"، واعتبرت أن من نشروه "يصطادون في الماء العكر".
وتقول الصحف الدانماركية: إنها أعادت نشر أحد الرسوم لتحتجّ على مزاعم مازالت قيد الإثبات تحدثت عن مؤامرة لاغتيال أحد رسامي الكاريكاتير.
وكان رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن قد عبر عن قلقه مما يحدث.
وأعرب قادة الجالية الإسلامية عن اندهاشهم وعدم تفهمهم لقرار الصحف الدانماركية إعادة نشر رسم مسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ووصف الإمام الدانماركي عبد الواحد بيدرسن هذا القرار بأنه "غبي و ساذج"، فيما اعتبره جهاد ألفرا رئيس المجلس الإسلامي الدانماركي "صيدًا في الماء العكر".
وشدّد ألفرا على أنه "لا يتفهم الضرورة الإخبارية" في نشر الرسم، لافتًا إلى أن الهدف من إعادة النشر هو "الإثارة".
واتفق الإمام بيدرسن مع ألفرا في وصفه قرار النشر، وقال: "إذا رغبوا في إبداء تعاطفهم مع الرسام، فإنهم يستطيعون عمل ذلك بطرق أكثر عقلانية من هذا التصرف"، معربًا عن تخوفه من نتائج النشر وتداعياتها على الدانمارك والجالية المسلمة في الدانمارك.
وكان قادة الأقلية المسلمة في الدانمارك قد أدانوا "مخطط" قتل رسام الكاريكاتير المسيء، غير أنهم دعوا في الوقت ذاته الحكومة ووسائل الإعلام المحلية للتعقل في ردود أفعالهم تجاه القضية، معربين عن تخوفهم من أن تترك الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الدانماركية في مدينة "أوروس" آثارًا سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدانماركي.
وقوبل نشر الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بموجات من المظاهرات الغاضبة في أنحاء العالم الإسلامي خلال عام 2006، وساءت العلاقات بين الدانمارك والدول الإسلامية والعربية التي أدانت حكوماتها وبرلماناتها الرسوم وطالبت كوبنهاجن بالاعتذار، وهو ما رفضته الأخيرة.